رسالة سمراء الى اصحاب الوجوه البيضاء والحمراء
بروح نيلسون مانديلا
تدوينة صغيرة في حضرة شخصية عظيمة اعترف بقوتها واشاد بثورتها حتى الطغاة والظلمة
نبيل الجبوي
ما كان ذلك الرجل ذو البشرة السمراء المنهكة من عناء العنصرية مجرد سياسي و
زعيم مجموعة سلطت عليه اضواء الاعلام زورا وبهتانا وتزويقا كما يحدث اليوم،
بل هو علامة فارقة في الكفاح والنضال والصبر وعزيمة الابطال الذين لم يعييهم
الدهر رغم قسوته ورغم طول الزمن
بل كان اصلب من تلك القسوة واعتى جبروتا من جبروت التفرقة والتعنصر القبيح
والتقسيم العرقي ،
لم يكن ثائرا لاجل من يقطن في جنوب افريقيا فحسب بل رسم لوحة تحاكي العالم
برفض الظلم ورفض القبح والشر ومن يثير الفساد في ارض الرحمن ،
رغم انه ليس بمسلم الا انه فاق ابناء الاسلام بمصداقيته مع نفسه ومع ابناء
جلدته ومع من يعتقد بأحقيته.
وتحول الى درس بليغ ربما لا يفهمه المتأسلمون وادعياء التدين ودعاة
الطائفية ومن يجلس على منابر اعدت خصيصا للقضاء على روح الثورة والتنصل عن الكيان
الانساني والبقاء تحت وطأة المذلة الطويلة الامد والتي لم يكن بوسع هؤلاء الا ان
يسوقوها كي تبقى تلك الدكاكين المسماة بأسم الثورة الحسينية الكبرى ظلما وبهتانا ،
نيلسون استثمر عمليا ثورة التصحيح وانقاذ الناس من افات الجهل والاستعباد
والتي تجسدت بالحسين بن علي واصحابه ومن حضر معه عاشوراء رغم بعد الرجل عن كربلاء .
لم يقف يوما ليقول في قول او تصريح ولقاء علني او سري (عليكم باصحاب البشرة
السوداء) لاننا "مظطهدين" ولاننا "لم نحكم منذ سنين" ..ولم يردد نكون او لانكون لان
منهجه متجذر مع التصرف الانساني الثوري الحقيقي وليس ماحمل على ناقلات الجند الغربية
او انتشر من خلال ملايين من الاوراق الخضراء الامريكية .
عجيب ذلك الرجل الرجل عجيب ذلك الشموخ والصمود ..كيف لك بكل تلك المكانة
..؟!
من هو في الشرق ومن في الغرب نعاك لنفسه واستذكر مواقفك الخالدة حتى وان لم
يطلع على سيرتك فالكل يعرف من انت ايها المناضل التاريخي يامن لم تكتفي بما قدمت
من ربع قرن في زنازين الظلم والوحشة والعنصرية البيضاء الشكل المعتمة الوجدان .
بل انت علمت الناس كيف تكون قلوبهم ونفوسهم ناصعة كالثلج بغض النظر عن
الاجناس والالوان كنت فريدا في عصرك وكنت درسا من دروس الوطنية ومرحلة عليا في
اكاديمية الثائرين ،
لكن نقول هل سيذكر التاريخ من باع وطنه وقسم ارضه واهدى ما أهدى من خيرات
الوطن الى دول الجوار وغير الجوار هل سنذكركم بالطيب ياساسة اليوم وميليشيات السطوة
الحزبية ومؤسسي الطائفية ويا ايها المتدينون وانتم تتقمصون دور الوطني الوديع ..وهل
لكم ان تتمعنوا بذلك الانسان البسيط والذي دخل القلوب وتعرفوا لما كانت له كل هذه
الهيبة ام انكم فقدتم بصيرتكم كما فقدتم ضمائركم .