قصدت ذلك الزقاق
المتعرج في الحي القديم
منزوياً تحت سراجٍ
بائس
ملتحفاً ردائيَّ
البالي
جالساً على قارعة
صبري
باحثاً عن أمنيات
بَعُدت شيئاً فشيئاً
أستجدي عطف الأقدار
علّها تهبني قِنطاراً
من عطائها الثر
وإذا بأحلامي الصغيرة
تتبعثر
..تتناثر هنا وهناك
كأشلاء وسط ريح
صرصر
تَعصِفُ بِمن يُقبل
عليها
لم يكن لي أن أفعل
الكثير ولا القليل
بل صَمتتُ كعادتي حين أفقد الزمام.!
لاهنا .ولاهناك
فلا حلم أخضر..
ولا أمل وردي
فقط لون رماديّ يَحِطُّ كخيوط الدخان
ضاعت الأمال وتلاشتْ
كل الكلمات
إلا شيئاً ما دار في خاطري
ليخبرني حينها:
إن عند الله.. لا تموت الأمنيات
عند قرائتي الأولى لكلمات (الأمنيات ..لاتموت عند الله ) توقفت لبرهةً ..! لكي أستعيد ماتناثر من أشلاء أفكاري وأنا أجد صورةً معبرة وأكثر واقعية تماسكت فيها اللوحة مع الحرف وهما ينفردان في الرقص على أيقاع الزمن الماضي في ذاكرة القلم ..! أستمتعت عيني وتاقت لمسامعي معزوفة الورق المنتفض وأنا أتصفح ثورة الروح في تلكَ النفس البشرية الجاثمة على قارعة صبر الإنتظار .. ! الأستاذ الفاضل نبيل الجبوري ما كان مني إلا أن أُحييّك وأنتَ تختزل لنا قصة هذا الطفل المخبوء في ذاكرة كل منا عله يستيقظ يوماً ليخلع عن وجهه الشاحب وشاحهُ الضبابي لأن الأمنيات حتماً لاتموت عند الله
ردحذف