هل يوجد اعجب من زماننا هذا ..؟
بقلم: نبيل كاظم الجبوري
كان ياماكن في سالف العصر والاوان وفي قرية من قرى وطننا الكبير رجلا غير منضبط وغير متوازن السلوك وهو بطبعه انتهازي يريد الوصول باي طريقة كي يكون ذو مكانة مرموقة بين المجتمع الا ان الفرصة لم تكن سانحة له لان هناك من ينبذه ويعرف حقيقة امره ..على كل حال دارت الايام والسنين وباع هذا الشخص بيته واصبح مشردا الى ان وجد احدهم كي يأويه في منزل مجاور لمنزله الاصلي وبعد ان ضاقت به السبل وعجزه عن تحقيق امانيه المفرطة قرر ان يمتهن القيادة ويمارس الرذيلة ويصنع جلسات المرح والسمر ..وذات يوم قرر ان يكون بمعية احد اصحاب النفوذ وتحقق الامر وبعد ان املى عليه ذلك الشخص شروطه المسبقة كي يأخذ ولائه ويحقق غايته لان الاول كان له امر كبير يهم بتنفيذه فلم يجد الا هذا الشخص الرذيل وجلسوا معا مرات ومرات وكثر الاحباب والاصحاب والملتفين حول الشخص الاخر الى ان جاء اليوم الذي لابد من تنفيذ المهمة التي اجتمعوا ووافقوا على ادائها بكل اخلاص وهمة .. تنفذ الشخص المتنفذ اكثر من السابق وتغلغل في بيوتات المساكين المخدوعين ولم يكن هناك من يقدم لهم النصح ويشير عليهم بالصواب رغم وجود شيخ القرية الكبير الذي يعتبر فضيلا ووجيها ومؤمن القوم وبركتهم الا ان هذا كله كان سمعة وهبة بالمجان لان شيخنا الجليل لا يحل وليربط .. فحل ماحل بالعالمين وتغيرت الاحوال وغابت القيم التي كان يعيش بها ويتعايش معها اهل القرية وانتهكت الاعراض وسلبت الاراضي وقلت الخيرات ونهبت الاموال وتغير ذلك القواد الزنديق واصبح يدعى حجي وكل يطلب وده فهذا يطلب منه التعيين وذاك يرجوا ان يكون في قائمته واخر يقول عنه خوش ادمي واصبح محط الانظار ليس لبراعته وعقليته الفذة لا ..بل لانه قواد سابق وقواد حالي ولم يتخلى عن طباعه القبيحة ورغم نيله لقب الحجي ورغم اطلاقه لحيته وتختمه باليمين والشمال الا ان الرذيل يبقى رذيل وابو طبع متغير طبعة وان ذيل الكلب ما ينعدل كما يعبر اهلنا فكما فعلها سابقا حين باع منزله باع وطنه واهله وناسه وشرفه ودينه مرات ومرات وارتمى بحضن الغزاة الذين دخلوا القرية يحملون معهم شرٌ عظيم ..هذا ما دار ويدور في زمن العجائب والغرائب الذي بيع الشرف فيه بدرهم وليس بدينار وبمباركة كل شيخ رذيل..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق