حقيقة الغدر

حقيقة الامر

وقفوا... مجتمعين

متحيرين

متسائلين

لا بل ...مُتخاذلين ..!!

بَعضُهم يريد أن يستوعبَ ما يدور

وأخرين يتهجمون ..

أيُّ نوعٍ من النساءِ  أنتِ..؟

هل يُعقلُ هذا ..؟

كيفَ تفعلين  ذلك..؟؟ ومن برر لكِ فِعلتُكِ ..؟

كيفَ لكِ أن تُرضعي أولادكِ دماً ؟؟ ..

البعضُ لم يُصدقُ ما تشاهدهُ عيناه

وآخرون لم يستطيعوا تحَمل ما جرى ويجري ..!

لأنهُ منظرٌ جنوني ..

****

لكن هناكَ حكيماً واحداً بين هذه الحشود الغاضبة

....وكان هذا الحكيم ...!!

أمرأة..!!

يعمُ الصمت كل أرجاء المكان ..

توقفَ الزمان ..

فيحدثُ ضجيجاً ...

مهلاً ...مهلاً

سوفَ لنْ أدعكم تتهكمونَ على تلكَ السيدة

طا لما حكمتمْ من وجهةِ نظركم أنتم

ولاتنظرون  الى أبعد من أنوفكم

...!!

لم تدعهم يتفوّهون  ولا ينبسون ببنت شفة ..!!

أنها أمرأةٌ بعشراتِ الرجال

***

في وسط ذلك الترقب والسكون ..

ولونُ قرص الشمس الدامي ..!

ينزل شيئاً فشيئاً في بحرِ الموت ..

ورائحة الدخان تعّمُ المكان .!

***

.وأذا بها تكشفُ عن سترِ تلك البريئة ..!

وتقّدُ رداء العفةِ المُتهم ..!!

يقفُ الكلُ حائراً ...!

حتى بان لهم نهرٌ من الطُهرِ والعفةِ ..

هذان الثديان الطاهران رأهما كلُ من وقفَ متفرجاً

وهما ينضحانِ دماً أحمراً

.... ناصعاً

أنظروا هذه التي كنتم عنها تستفهمون..!

هلا تساءلتم  يوماً ..مع أنفسكم ..كيف لأمٍ أن تُسقي أبنائها  الدماء؟

وهل لها أن تمنعهم من حليبٍ يدّرُ في ثديين لم تحملهما خرقاً باليات

بل هُما من حملا الغيرةَ والأصالةَ ليرتوي منها أبنائها ..

لكن ماالذي جرى..؟

.. وماغيّرَ الحال هو تلك الجراحات

نعم جراحاتٌ لم تندملُ منذ سنين

ورغُم ذلك كل يومٍ يُجرحُ جسدُ تلك الطاهرة  بسكاكين  الغدرِ

الى أن تغيّر لون جسدها الى أحمرٍ قاني

وأختلط درّها  الأبيض بذلك الدم الأحمر

وهذا ماجرى...!!

.. فهل عرفتم ياسادة حقيقة الأمر؟؟

نبيل الجبوري

24/مايو/ 2013

التنقيح والصور بمشاركة المتألقة الاستاذة باسمة السعيدي

 وبعد حين كانت هناك اجابة ومن وسط الركام والحطام والضجيج 
تلقيت هذه الرسالة
من سيدة عراقية جليلة 
تقول فيها:

،،،

بعد تساؤلات نبيل الجبوري عن حقيقة الغدر ..!!

 نبيل  الجبوري كانَ  يبحثُ عن حقيقة غدرهم  ..!!
 وأنا تبيّنتْ لي  حقيقةُ أمرهم..!!

                                

...

 في ساحلِ دجلة رُفعَ السترُ عن  الحبيبة
 

سماءُ بغدادَ تنزفُ الغيوم ثورات ..
 

أرملةٌ تراقص..
 

نهرَ الطُهر الذي غابَ عن الحقيقة  
 

أبحثُ  بين أسطرك الحالمة!
 

عن زادٍ لوعثاء السفرِ الطويل ..

الكل مُحمّلٌ بالآثامِ والألامْ
 

لكنَ الفرقَ هُنا ..!!
 

البراءةُ ..تقفُ أمام الآثام 
 

يقفُ الطهرُ ..أمام الآلآم ..

ليطوّق ضوء الحقيقة .!

 

....
 

في كلِ عصرٍ يولدُ الجُبناء
 

ويقلُّ فيهِ النجــباء..!
 

تزدادُ سطوةُ الدهور السوداء
 

....في أولِ التكوينِ خُضعتْ بغدادُ للعِــدا ..
 

أُيها العــــــقلاء ..!
 

أين أنتم من أرض بغداد الحبيبة
...

 

بغدادُ قد أناختْ في أرض طُهركِ الفرسان
 

وتعفرّت في ثرى جبينكِ الشُجعان..
 

أين أنتِ اليوم ..!!
 

أُقيّمَ لكِ الحداد
 

وأُلقيت في رحاب عنفوانكِ قصائدُ الرثاء
 

...شفاهٌ كفرتْ بحبكِ آثامهِا
 

وتطهرّتْ في ساحلكِ الدامي هاماتها
 

وتأصلّتْ في أصلابكِ الأرحام 

....

 ..
أيها العقلاء ..
 

أرملتكم يقّدُ رِدائها
 

في حضرةِ الجُبناء ..!
 

 وأنتم على سترهِا ناظرون ..
 

وكهنة الرومِ..
 

 والفرسِ..
 

 واليهودِ في محرابها معاقرون ..!
 

سُلّبتْ رجولتكم
 

وبيعت مرؤتكم
 

..بسنتٍ
 

وتومانٍ
 

وشنكلْ ..!!
 

أيُّ جُبّنٍ؟
 

وأي غباءٍ؟
 

أنتم فيهِ ترتعون...!
 

 تبيعون أرضَ مجدكم
 

وكبرياء رجولتكم ..!
 

أيُّ درٍ تنتظرون ؟؟
 

وأيُّ جرحٍ تترقبون ..!
 

هذهِ هي ..
 

حقيقةُ أمركم ..!!
 

جُبناء ..

....
 

هيهاتُ..

يابغــــداد..

لن ندعهم يُرضِعوا حليبَ دركِ..

 للبغايّا
 

ومطايّا الزمان ...!

23/ مايو/2013

باسمة السعيدي